كتب
الاديب
والشاعر
حنّا أبو
حنّا في مقدمة
كتاب "صوت
يبحث عن
صداه" ما يلي:
"من
رئتي هذه
القصائد
يتنفس الهمّ
الفلسطيني،
وم مسامها
يتفصد.
هذا
الهمّ تمادت
مساحته حتى
سدّت الافق،
وتلبدت فيه الكوارث
والمآسي:
"توقف
عند المغيب
الزمان
وضاع
المكان
وضاع
النشيد.."
و
"تاهت أمه في
الارض بحثا
عن هوية"
و"
..أمسى موطن
الانسان
للانسان غربة؟
وتفاقم
البطش "يحرم
الرغيف"،
و"يسرق
المداد"
ويخنق
الإرادة.
وتولد
الاجيال وقد
ورثت
الهالات السوداء
تحت العيون،
واكتهلت
الطفولة،
فالمولود في
خضم المأساة
ـ على الويل
يفتح عينيه،
وبلوعة
السؤال
يستهلّ:
"يسألني ولدي
عن كمدي
والجرح
النازف من كبدي.."
والمحور
الرئيسي في
هذه القصائد
هو ذلك الصراع
الشرس بين
العتمة
والنور، بين
الزهرة الطامحة
للضياء
وسنابك
الغزو
الساحقة:
"تشهد
الايام حرب
الللا هوادة
بين
جند الليل
والفجر
القريب ـ"
إلا
أن الرؤية في
هذه القصائد
تمتاز
بالجدلية
التي ترصد
الابعاد المختلفة،
اضواءها
وظلالها، ما
يحفّز قدما
وما يشد الى
الوراء،
ولذلك لا
يقتصر الخطاب
على التفاؤل
الحماسي
المجرّد،
لأنه لا يتغاضى
عن آثامنا
بحق ذاتنا:
"بأيدينا
سقيناها
كؤوس
المر
والعلقم
صفعناها
طعنّاها
قتلناها
ولم نعلم.."
ونسمع
الشكوى عن
تقاعس بعض
رفاق الدرب
الذين "هالهم
ليل وشوك.."
والعتاب في
قصيدة "موال
الألم
والعتاب":
"أحبائي
على
صدري
رسمت
لكم عذاباتي
وبالموال
قد أطلقت
آهاتي
وأناتي
ولا
تخلو من
الآهات
أشعاري
وأبياتي
ترى
الموال
أطربكم
فنمتم
ملء أعينكم
أحبائي؟"
ويحتد
صوت الألم:
"أبحتم
للذئاب دمي..."
...
ويبكيني
دوام الخلف
بينكم
...
على
موّال آلامي
غفوتم
ـ كيف
أوقظكم؟"
لكن
الايمان
"بالفجر
القريب" هو
الخميرة،
وهو ايمان لا
يقتصر على
التمني، بل
تشحذه
العزيمة
الواعية
القابسة من
صمود الوردة
تشرع شوكها،
والإباء
يتحدى الموت:
"حين
أمسى موطن
الانسان
للانسان غربة
حين
أفنى في ظلام
الليل نجم
القطب قطبه
أدرك
المظلوم
دربه
لم يعد
بالظلم يأبه...."
ومسيرة
الكفاح
الدامية
الحافلة
بالضحايا والعذاب
تتمخّض عن
ميلاد
الفجر، وهي
زفة عرس الحرية:
"زغردي في
عرس أمة
لم تهب
في الليل
ظلمة.."
يؤمن
الشاعر
بالكلمة
وردة وشوكة،
سلاحا وملاذا،
نارا ونورا،
وراية تؤلب
وتجنّد
" حين
يأبى حاكم
اطعام محروم
رغيفه
تصبح
الاشعار
أشباحا
مخيفة
تصبح
الكلمات
أقوى من
قذيفة
تصبح
الأثقال
أحمالا
خفيفة.."
يخاف
السلطان
فيسرق
المداد لمنع
الكلمة:
"
سرقوا مدادي
حين خافوا
كلمتي
فطفت
أكتب بالدم
الأشعارا"
فلا
عجب أن يبحث
هذا الصوت عن
صداه، يدعوا
مؤلبا
فيلبى،
ويهبُّ
نسيما على
براعم الأمل
يفتّحها
لتنشر شذى
العزيمة
والتفاؤل ـ
كيف لا وهو ابو
ربيع؟:
"لم
يعد ليلي
رهيبا، لا
ولا عادت
دجاه..
فاجمعوا
أشلاءكم يا
اخوتي في
منتهاه
واخرجوا
نستقبل
النور الذي
اشتقنا بهاه"
أمّا
الاداء
الفني فلعل
الإشارة الى
لوحتين
تمثَلُ له:
اللوحة
الاولى ترسم
جدلية الحب
والألم في العلاقة
بالوطن:
"لأنك أمّي
ومن
قبل أمّي
ومن
بعد أمّي
لأنك
حبي
وفي
الحب كل
سروري وغمّي
أحب
عذابي فيك
وهمّي.."
أما
اللوحة
الثانية
فترسم
بايجاز حافل
بالإيحاء، في
يسر بارع،
إفاق الكفاح:
"زغردت في
الافق شمس
طالعة
فانبرت في
أثرها أم
الشهيد
والصبايا
هاتفات : يا
وطن.."
ولا
أود أن
أسترسل في
التعليق على
أحام الإخراج
الدرامي هنا
وتكثيفه، بل
أترك للشعر
مجرّة
ايحائه.
ولا
شك أن هذا
الصوت
سيتردد
صداه، لأنه
دافئ بالعزيمة
والأمل،
مبشر بالعطر
والضياء."
|